فصل: قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة عبس:
مكية.
{الأعمى} حسن.
{الذكرى} أحسن منه.
{تصدى} حسن وكذا {يزكى}.
{تلهى} تام.
{تذكرة} كاف.
وأجاز بعضهم الوقف على {كلا} وقال أبو عمرو والوقف عليها تام أي لا تعرض عنه.
{فمن شاء ذكره} كاف.
{بررة} تام.
{من أي شيء خلقه} كاف.
{أنشره} تام.
{ما أمره} كاف.
{إلى طعامه} حسن لمن قرأ {إنا} بالكسر استئنافا أو بالفتح بجعله خبرا المبتدأ محذوف وليس بوقف لمن قرأه بالكسر بجعله تفسيرا بالنظر إلى الطعام أو بالفتح بتقدير إلى طعامه والى أنا صببنا أو بجعله بدلا من {طعامه}.
{ولأنعامكم} تام وكذا {وبنيه} و{شأن يغنيه}.
{مستبشرة} حسن وكذا {قترة} وقال أبو عمرو فيهما تام.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة عبس:
مدنية.
أربعون آية في الشامي.
كلمها مائة وثلاث وثلاثون كلمة.
وحروفها خمسمائة وثلاثون حرفاً.
و{تولى} ليس بوقف لتعلق {أن} بـ: {تولى} على مختار البصريين في الأعمال وبـ: {عبس} على مختار أهل الكوفة والمختار مذهب البصريين لعدم الإضمار في الثاني والتقدير لأن جاءه الأعمى وقرئ شاذاً {آأن جاءه الأعمى} بهمزتين بينهما ألف فعلى هذا يوقف على {تولى} ثمَّ يبتدئ بما بعده مستفهماً منكراً تقديره: الآن جاءه.
{الأعمى} كاف. ومثله {تصدى} وكذا {يزكى} وهو أحسن مما قبله.
ولا يوقف على {يسعى} ولا على {يخشى} لأنَّ الفاء في {فأنت} في جواب أمَّا.
{تلهى} تام عند أبي حاتم وعند أبي عمرو.
{كلا إنها تذكرة} كاف والضمير في {إنها} للموعظة.
{ذكره} كاف.
{مكرمة} ليس بوقف لأن ما بعده صفة {تذكرة} وقوله: {فمن شاء ذكره} جملة معترضة بين الصفة وموصوفها.
{بررة} تام.
{ما أكفره} كاف.
{ما} اسم تعجب مبتدأ أو اسم ناقص أي ما الذي أكفره والوقف فصل بين الاستفهام والخبر أي من أي شيء خلقه ان جعل استفهاما على معنى التقرير على حقارة ما خلق منه كان الوقف على {خلقه} كافياً وإن جعل ما بعده بياناً وتنبيهاً على حقارة ما خلق منه فليس بوقف إلى قوله: {أنشره}.
و{أنشره} تام لتناهى البيان والتفسير.
{ما أمره} كاف. وقيل تام ومثله {إلى طعامه} لمن قرأ {إنّا صببنا} بكسر الهمزة استئنافاً وليس بوقف لمن قرأها بالفتح تفسيراً لحدوث الطعام كيف يكون. وبها قرأ الكوفيون أو بجعل {أنا} مع ما اتصل بها في موضع جر بدلاً من {طعامه} كأنه قال فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صباً.
فان جعل في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أنا صببنا كان الوقف على رؤوس الآيات بعده وهو:
{حبًّا} و{قضباً} و{غلباً} و{أبَّا} كلها وقوف كافية وقدر لكل آية من قوله: {وعنباً} فعل مضمر ينصب مابعده.
{ولأنعامكم} كاف.
{الصاخة} جائز ان قدر عامل إذا بعدها أي فإذا جاءت الصاخة يكون ما يكون واشتغل كل إنسان بنفسه أو نصبت بمحذوف والأوجه أن يكون ظرفاً لـ: {جاءت}.
{وبنيه} تام بشرط أن لا يجعل لكل جواب إذا.
{شأن يغنيه} تام من الإغناء بمعنى يكفيه وقرأ ابن محيصن يعنيه بفتح الياء والعين المهملة من قولهم عناني الأمر أي قصدني.
{مسفرة} ليس بوقف لأن ما بعده صفة لـ: {وجوه}.
{مستبشرة} تام. وليس وقفاً ان جعل قوله: {وجوه} الثانية معطوفة على {وجوه} الأولى.
{قترة} كاف.
والفرق بين القترة والغبرة أن القترة بالقاف ما ارتفع من الغبار فلحق بالسماء والغبرة بالغين المعجمة ما كان أسفل في الأرض. اهـ. النكزاوي.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة عبس:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قرأ: {آنْ جاءه الْأَعْمَى}، بالمد- الحسن.
قال أبو الفتح: {أن} معلقة بفعل محذوف دل عليه قوله تعالى: {عبس وَتولى}، تقديره: أأن جاءه الأعمى أعرض عنه، وتولى بوجهه؟ فالوقف إذا على قوله: {وتولى}، ثم استأنف لفظ الاستفهام منكرا للحال، فكأنه قال: ألأن جاءه الأعمى كان ذلك منه؟
وأما (إن) على القراءة العامة فمنصوبة بـ{تولى}: لأنه الفعل الأقرب منه، فكأنه قال: تولى لمجيء الأعمى ومن أعمل الأول نصب (إن) بـ{عبس}، فكأنه قال: عبس أن جاءه الأعمى، وتولى لذلك، فحذف مفعول {تولى} كما تقول: ضربت فأوجعته زيدا، إذا أعملت الأول، وإن شئت لم تأت بمفعول أوجعت فقلت: ضربت فأوجعت زيدا، أي وأنت تريد أوجعته، إلا أنك حذفته تخفيفا، وللعلم به، والوجه إعمال الثاني؛ لقربه. فأما أن تنصبه بمجموع الفعلين فلا، وهذا واضح.
ومن ذلك قراءة أبي جعفر: {فَأَنْتَ لَهُ تصدى}، بضم التاء، وتخفيف الصاد.
قال أبو الفتح: معنى {تصدى}، أي: يدعوك داع من زينة الدنيا وشارتها إلى التصدي له، والإقبال عليه.
وعلى ذلك قراءته أيضا: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}، أي: تصرف عنه، ويزوى وجهك دونه؛ لأنه لا غنى عنده، ولا ظاهر معه، فخرج بذلك مخرج التنبيه للنبي صلى الله عليه وسلم فيما جرى من قصة ابن أم مكتوم.
ومن ذلك أبو حيوة عن نافع وشعيب بن أبي عمرو قرأ: {شَانَشَرَهُ}، مقصورة، وقد اختلف عن نافع.
قال أبو الفتح: قد سبق القول على نشره الله، وأن أقوى اللغتين أنشره.
ومن ذلك قراءة ابن محيصن: {شَأْنٌ يغنيه}، مفتوحة الياء، بالعين.
قال أبو الفتح: وهذه قراءة حسنة أيضا، إلا أن التي عليها الجماعة أقوى معنى، وذلك أن الإنسان قد يعنيه الشيء ولا يغنيه عن غيره. وذلك كأن يكون له ألف درهم، فيؤخذ منها مائة درهم، فيعنيه أمرها، ولا يغنيه عن بقية ماله أن يهتم به ويراعيه. فأما إذا أغناه الأمر عن غيره فإن ذلك أقوى المطلبين، وأعلى الغرضين، فاعرف ذلك مع وضوحه. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة عبس:
مكية.
وآيها أربعون دمشقي وآية بصري وحمصي وأبو جعفر وآيتان كوفي ومكي وشيبة.
خلافها ثلاث:
{إلى طعامه} تركها أبو جعفر.
{ولأنعامكم} كوفي وحجازي.
{الصاخة} تركها دمشقي.
مشبه الفاصلة:
{نطفة} {خلقه} {وعنبا} {وزيتونا}.
عكسه موضعان:
{أي شيء خلقه} {حبا}.
القراءات:
أمال رؤوس آيها إلى {تلهى} وهي عشرة حمزة والكسائي وخلف وبالتقليل الأزرق وأبو عمرو بخلفه إلا في {الذكرى} فيمحضها فقط ويوافقه فيها الصوري عن ابن ذكوان وعن الحسن {آن جاءه} بمدة بعد الهمزة على الاستفهام.
واختلف في {فتنفعه} الآية 4 فعاصم بنصب العين بأن مضمرة بعد الفاء على جواب الترجي مثل فاطلع بغافر لكنه مذهب كوفي وقيل في جواب التمني المفهوم من أو يذكر قاله ابن عطية وأقره عليه السمين والباقون بالرفع عطفا على {يذكر} وشدد البزي بخلفه تاء عنه تلهى وصلا مع صلة الهاء قبلها بواو وإشباع المد للساكنين كما مر بالبقرة.
واختلف في {له تصدى} (الآية 26) فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد الصاد أدغموا التاء الثانية في الصاد تخفيفا وافقهم ابن محيصن والباقون بالتخفيف فحذفوا التاء الأولى ومر نظائر شاء أنشره من حيث الهمزتان نحو {تلقاء أصحاب} بالأعراف.
واختلف في {أنا صببنا} الآية 25 فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة في الحالين على تقدير لام العلة أي لأنا وقيل بدل اشتمال من {طعامه} بمعنى أن صب الماء سبب في إخراج الطعام فهو مشتمل عليه وافقهم الأعمش وقرأ رويس بفتحها في الوصل فقط والباقون بكسرها مطلقا على الاستفهام وبه قرأ رويس في الابتداء.
ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {لكل امرئ} بإبدال الهمزة ياء ساكنة على القياسي وبياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين فإذا سكنت للوقف اتحد مع السابق لفظا وإن وقف بالروم فهو ثان والثالث التسهيل بين بين على روم الحركة نفسها ويتحد معه الرسم على مذهب مكي وابن شريح.
وعن ابن محيصن {يغنيه} بفتح الياء والعين مهملة من عناني الأمر فصدني والجمهور بالضم والمعجمة من الإغناء أي بغنية عن النظر في شأن غيره. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة عبس:
{فتنفعه} قرأ عاصم بنصب العين وغيره برفعها.
{تصدى} شدد الصاد المدنيان والمكي وخففها غيرهم.
{عنه تلهى} شدد البزي التاء وصلا مع صلة هاء عنه ومدها مدا مشبعا، وخففها ابتداء.
{تذكرة}، {كرام}، {نطفة} {خلقه}، {شاء} {أنشره}، {يفر}، {وأخيه} {وأبيه}، {وبنيه}، {شأن}، {يغنيه} {مسفرة}، {مستبشرة}، كله جلي.
{أنا صببنا} قرأ الكوفيون بفتح الهمزة في الحالين ورويس بفتحها وصلا وكسرها ابتداء والباقون بكسرها في الحالين.
{المرء} لحمزة وهشام فيه وقفا نقل حركة الهمزة إلى الراء مع إسكانها للوقف ويجوز الإشمام والروم.
{امرئ} فيه لحمزة وهشام وقفا إبدال الهمزة ياء ساكنة مع السكون والروم ثم التسهيل مع الروم. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة عبس:
قوله تعالى: {فتنفعه الذكرى} الرفع فيه إجماع الا ما روى من نصبه عن عاصم وقد ذكر في سورة المؤمن.
قوله تعالى: {فأنت له تصدى} يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد تقدم ذكر علته ومعناه فتتعرض له ومعنى تلهى تعرض عنه.
قوله تعالى: {أنا صببنا} يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر انه جعل الكلام تاما عند قوله: {إلى طعامه} ثم استأنف فكسرها للابتداء بها والحجة لمن فتح انه أراد إعادة الفعل وإدخال حرف الخفض والحدائق جمع حديقة وهي البساتين والغلب الملتفة بالشجر والنبات والأب المرعى. اهـ.